من أهم أركان الإيمان في الإسلام : الإيمان باليوم الآخر. و معناه الاعتقاد الجازم بكل ما أخبرنا به الله عز وجل و رسوله، مما سيكون بعد الموت من فتنة القبر و عذابه ونعيمه، و البعث و الحشر و الصحف و الحساب و الميزان و الحوض و الصراط و الشفاعة و الجنة و النار، و ما أعد الله لأهلهما جميعاً. هذا الاعتقاد الجازم لا يواربه أدنى شك حتى و إن صَعُبَ التفسير العلمي، المادي، الدنيوي لتلك الحوادث. لكن هذا لا يمنع من أن بعض الأحداث الغيبية مثل حقيقة البعث، يأتي فيها تفصيل مادي يمكن الاعتماد عليه و التحقق منه بواسطة التجربة.
فعن البعث، يقول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في حديث صحيح - عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ (كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يركب). فالرسول الكريم لم يكتفي بالتأكيد على أن من "عجب الذنب" يركب الإنسان أو يعاد إلى الحياة يوم تقوم الساعة، بل أن عجب الذنب مكون أساسي خلق منه الجنين في مراحله الأولية.
إذن، هذا كلام لا شبهة فيه ولا يحتمل أي تفسير أو دلالات مجازية. بصريح العبارة : كاين أولا ما كاينش ! فما قول علم القرنين العشرين و الحادي و العشرين في كلام قاله إنسان "أمي" قبل أكثر من 14 قرنا ؟

قبل اختفاء الشريط الأولي، يترك هذا الأخير "ابنا له" يتكفل بتشكيل الأجزاء الأساسية للعمود الفقري والحبل الشوكي والأغشية المحيطة به، ويعطي ضموره تشكل عجب الذنب الذي يستقر في آخر فقرة أسفل العمود الفقري و المعروفة بالعصعص (coccyx) ===) منه خُلِقَ.
-لكن هل من المعقول أن يبلى كل الجسم، و يقاوم ذلك الجزء اليسير منه كل عوامل الطبيعة لآلاف السنين، خصوصا عاملي الحرارة و الضغط ؟!. هذا ما توصل إليه، في منتصف الثلاثينات، العالم الألماني "هانس سبيمان" الذي أثبت بما لا يدع الشك أن غلي الشريط الأولي و سحقه لا يؤدي إلى إتلافه، فأعلن اكتشافه الذي أسماه بالمخلق الأولي و حاز بفضله على جائزة نوبل في الطب لسنة 1935. ====) "كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب"